دفت الطبول وهللت الاجراس وسمع هجيرها بالعلياء ِ
وغنت العصافير وزقزقت البلابل وعلا صوتها بالارجاء ِ
وانساب عبير الورود متفشيا بالاجواء ِ
فافترشت شفاه السماء ابتسامه محترقة لتفتح زنبقة جميلة بهناء ِ
كذلك الشمس زفت أشعتها لتلاطف وجون ادمَ وحواء ِ
تعجل الربيع بقدومه ليحضن الزنبقة بسخاء ِ
فاكتملت اللوحة وتراتل كل لسان على الدعاء ِ
بصباح احد الايام غيرت الدنيا نهجها للطفل المعبود ِ برخاء ِ
كيف يكون حالُ طفل ٍ صغير ٍ ,من حياة اللعب مطرود ومرفوض ٍ كالسمكة دون ماء ِ
للعمل الشاق ِ كالرجال ِ ساقوة والى الشقاء والعناء رحلوة فما سيلاقيه هناك غير البلاء ِ
فرحيقُ الطفولة ما زال يتمحور بذاكرته كالنجوم المترصعة بكبد السماء ِِ
لما تسير الدنيا بنا سريعا وبطريقها تحطم كل الاشياء ِ
على غرار العوالم ِ فإن عالم الطفولة بحر لا يبحر به الا الاطفال والاخلاء ِحيث ان امواج بحرها الشقاوة والمشايييية وليس الكد والعناء ِ
فتقدم وشب هذا الطفل ,وتربى بعيدا عن تلك الاجواء ِ
وعاش بفراق الاحباء ِ
عاد يوما وبيديه نقمة الدنيا وسواد الحناء ِ
عابسا غازيا يزمجرُ صارخا أين الوفاء ِ ؟!
متوعدا انه سوف يحطمُ عالم وظلم العملاء ِ
انا لا اريد دنياكم السوداء َ البكماء ِ
اريد الطفولة,فهل لكم أن تعيدوا لي طفولتي السجينة منذ الاف ِ
السنين الغراء ِ ؟
بقلم " رميصاء طه "