أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم
(1) ذكرت خديجة لورقة بن نوفل بن أسد ، وهو ابن عمها ، و لكن لم يقدر بينهما زواج .
(2) تزوجها أبو هالة و اسمه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان،و كان أبوه ذا شرف في قومه ، و نزل مكة وحالف بها بني عبد الدار بن قصي ، و كانت قريش تزوج حليفها ، مات أبو هالة في الجاهلية ، و ولدت خديجة لأبي هالة ولدين الأول اسمه هند و الثاني اسمه هالة ، فكانت خديجة تكنى بأم هند ، و قد أسلم كل من هند و هالة و كانا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما أنهما تربيا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم يرعاهم و يربيهم .
أما هند : فقد شهد بدرًا و أحدًا و كان وصافًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم و حلو شمائله فاحسن و أتقن ،
وَحديثه فِي " الشَّمَائِل للترمذي " أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَزْهَر اللَّوْن . و عنه أيضًا فِي صِفَة رَسُول اللَّهصلى الله عليه وسلم عِنْد التِّرْمِذِيّ وَغَيْره " فَلا يُجَاوِز شَعْره شَحْمَة أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفْرَة " ، وَفِي حَدِيث أخر فِي صِفَة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ " إِنْ اِنْفَرَقَتْ عَقِيقَته - أَيْ شَعْر رَأْسه الَّذِي عَلَى نَاصِيَته - فَرَقَ وَإِلا فَلَا يُجَاوِز شَعْره شَحْمَة أُذُنه ". وله حديث عند ابن منده وأبي نعيم قال } مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم أبي مروان فجعل الحكم يغمز النبي صلى الله عليه وسلم ويشير بإصبعه فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ((اللهم اجعله وَزْغًا )) قال :فرجف مكانه { والوَزْغُ:الارتعاش ، وكان يقول: أنا أكرم الناس أبًا و أمًا و أخًا و أختًا ، أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمي خديجة و أختي فاطمة و أخي القاسم ، و طال العمر بهند حتى قتل في معركة الجمل و كان في صف علي بن أبي طالب .و هِنْد رَوَى عَنْهُ الْحَسَن بْن عَلِيّ فَقَالَ : " حَدَّثَنِي خَالِي " لأنَّهُ أَخُو فَاطِمَة لأُمِّهَا , وَلِهِنْدٍ هَذَا وَلَد اِسْمه هِنْد ذَكَرَهُ الدُّولابِيّ وَغَيْره , فَعَلَى قَوْل الْعَسْكَرِيّ فَهُوَ مِمَّنْ اِشْتَرَكَ مَعَ أَبِيهِ وَجَدّه فِي الاسْم
ومن جميل ما يروى : أن هندًا كان له من أولاده ولدًا أسماه هندًا كذلك ، ذكره صاحب أسد الغابة في الصحابة وذكر عنه أنه مات بالبصرة في الطاعون ،فازدحم الناس على جنازته وتركوا جنائزهم وقالوا :ابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم،وذكر في الاستيعاب: عن رجل من بني تميم قال: رأيت هند بن هند بن أبي هالة بالبصرة وعليه حلةٌ خضراءُ من غير قميص ، فمات في الطاعون ، فخرجا بين أربعة لشغل الناس بموتاهم ، فصاحت امرأة : وا هنداه بن هنداه ، وابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم{ أخرجه ابن منده وأبو نعيم ، فهو ممن له صحبة وجدته خديجة عليها السلام .
أما هالة : فله صحبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم .
(3) تزوجت بعد ذلك من : عتيق بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم و أنجبت منه بنتًا سمتها هندًا ، و تزوج هند هذه ابن عم لها و أنجبت منه ولدًا سمته محمدًا ، و كان يقال لبني محمد هذا بنو الطاهرة نسبة للسيدة خديجة
ـ فهند بت عتيق ، و هند وهالة ابنا أبي هالة كلهم أخوةُ أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة عليها السلام .
و في أسد الغابة : قيل : أن خديجة تزوج بها عتيق أولاً ، ثم خلف عليه أبو هالة ، قال قتادة : و القول الأول أصح إن شاء الله تعالى ، يعني أبو هالة ُثم عتيق .