كثيراً ما يحدث أن تصاب الزوجة باضطرابات فى الدورة الشهرية بمجرد زواجها.. فقد تتأخر الدورة نتيجة الانفعال النفسى فتعتقد الزوجة أنها حامل، ثم تفاجأ بالدورة تصل متأخرة أسبوعين أو شهراً . وبالعكس قد يتكرر حدوث الدورة فى أوقات قصيرة ، وربما بكميات أكبر بما يشبه النزيف. وهذا كله ناتج - بجانب العوامل النفسية - عن التجربة الجديدة التى يتعرض لها الجهاز التناسلى للزوجة الصغيرة وما يقترن بها من تغييرات. ثم لا تلبث الأمور أن تستقر . وللأسبا بنفسها فقد تصاب الزوجة الصغيرة بآلام فى أسفل البطن والظهر تصاحب الدورة الشهرية ، أو تحدث فى وقت آخر من الشهر، وخاصة إذا أفرط الزوجان فى علاقتهما الزوجية . وأحياناً تصاب الزوجة الصغيرة بحرقان أو ميل إلى الهرش " الحكة" مع وجود إفرازات صفراء أو ملونة أحياناً . وهذا قد ينتج من مجرد الإفراط فى العلاقة الزوجية، أو نتيجة إصابة الزوجة بالتهاب ميكروبى من استخدام ماء غير معقم للغسيل من الداخل، أو إدخال الإصبع إلى داخل قناة المهبل، أو استخدام "دش مهبلى" يحتوى على مواد كيماوية مركزة، وأحياناً نتيجة عدوى من الزوج نفسه. وفى كل حالة من هذه الحالات لابد من استشارة الأخصائى للاطمئنان.
نصيحة لكل عروس:
تجنبى الإلتهاب منذ البداية
كثيراً ما تشكو بعض العرائس من حدوث التهابات موضعية نتيجة تلوث الجروح المصاحبة لفض غشاء البكارة عند الزفاف، وأحياناً تكون التهابات شديدة منذ البداية تجعل من الاتصال الجنسى عملية مؤلمة وربما مستحيلة لما يصاحبها من آلام فينعكس ذلك صحياً على العروس وكذلك نفسياً عليها وعلى زوجها. وإذا زادت المضاعفات تلجأ العروس إلى الطبيب للكشف والعلاج. وغالبية العرائس ليست عندهن المعلومات الكافية عن ليلة الزفاف، لأن أى حديث عن ذلك يغلفه العيب والخجل، والغالبية العظمى لا تتصرف التصرف السليم صحياً فى هذه المناسبة. ولا أحد يزود العروس بذلك إلا همساً فى آخر لحظة . ولكى لا تحدث الالتهابات لابد من الوقاية منها، وهذا يتأتى بالطبع بالحرص على النظافة التامة، ويلزم إضافة مادة مطهرة إلى ماء الغسيل الموضعى مثل الديتول. ومعظم العرائس يهملن ذلك اكتفاء بالجلوس فى ماء ساخن، وهذا ليس كافياً بدون إضافة المطهر، كما أن الجلوس فى الماء فى جد ذاته يساعد على التلوث واحتقان العجان ومنطقة الغشاء والمهبل وهذا يساعد على انتشار الالتهابات . كما يراعى أيضاً استعمال المضادات الحيوية للوقاية ، خاصة فى حالة حدوث جروح غشاء البكارة، أو استعمال أقراص السلفا قرصين ثلاث مرات يومياً لمدة ثلاث أيام، وفى ذلك الكفاية للوقاية من حدوث الالتهابات الموضعية، وخاصة إذا كانت العروس تعانى من وجود إفرازات قبل الزفاف، ففى هذا وقاية من حدوث التهابات موضعية لا محالة. ويلجأ بعض الأزواج إلى استعمال الكريمات أو الفازلين لتسهيل العملية الجنسية، وذلك ممكن ولكن يفضل استشارة الطبيب فى ذلك لأن بعض الكريمات تسبب حساسية موضعية، كما أن بعضها يقتل الحيوانات المنوية وبالتالى يعطل الحمل دون سبب ، ويكون ذلك هو المسؤول عن العقم فى حالات كثيرة. وباستشارة الطبيب بعد ذلك يمكن وصف كريمات فيها مواد مضادة للحساسية وتحتوى أحياناً على مضادات حيوية إاذ لزم الأمر.
ليلة الزفاف .. ليلة العمر
ليلة الزفاف بالنسبة إلى الفتاة والفتى هى تغير جذرى فى حياتهما، وهى انتقال من مرحلة من مراحل الحياة إلى مرحلة أخرى، يترك فيها كل واحد منهما أسرته والبيت الذى تربى فيه إلى حياة جديدة وأسرة جديدة يؤلفها مع شريكه. ولكل جديد رهبة مهما كان هذا الجديد شيئاً مغرباً وأمراً يتمناه المرء طوال حياته ويسعى إليه.. والإلمام ببعض الحقائق عن تكوين جسم المرأة والرجل ووظائف أعضائهما ضرورى للطرفين قبل الزواج. . فللأسف قد يعيش زوجان جديدان أياماً أو شهوراً فى قلق عنيف نتيجة عدم الإلمام بما يجب أن يمارس عند الزواج، وذلك ناتج إما عن خجل فى مناقشة هذه المواضيع أو جهل شديد ببعض الحقائق الجنسية. وفى هذا الفصل يزيح أستاذان من أساتذة كلية الطب القاهرة النقاب عن أسرار ليلة الزفاف التى يجب أن يحيط بها كل زوجين جديدين قبل الزواج.. تتكون الأعضاء التناسلية الظاهرية فى الأنثى من الشفرين الكبيرين والشفرين الصغيرين والبظر. ويعتبر البظر من أكثر الأجزاء حساسية فى جسم المرأة لما يحويه من أعصاب معينة. ولقد لوحظ أن درجة الحساسية فى البظر تلى مباشرة حساسية قرنية لبعين. كذلك توجد بعض الحساسية فى الشفرين الصغيرين . وفى بعض النساء لسوء حظهن يزال الشفران الصغيران وجزء أو كل البظر نتيجة عملية الختان مما قد ينجم عنه الكثير من المتاعب للزوجين، إذ إنه العضو الرئيسى فى الإرضاء الجنسى عند المراة وفى المراة التى تجر لها عملية الختان لا يزيد طول البظر على 2سم، وهو متجه اتجاه فوهة المهبل. ويجب ملاحظة أن البظر له القابيلية على الانتصاب مثل عضو الذكر . أما فتحة الكهبل فهى مغطاة بغشاء البكارة الذى يختلف اختلافاً كبيراً بين النساء . ففى الأطفال يأخذ شكل حاجز متهدل عند فوهة المهبل ، أما فى البالغات فهو عبارة عن غشاء يسد فتحة المهبل كلها تقريباً ، فيما عدا فتحة صغيرة تختلف اختلافاً كبيراً فى حجمها وشكلها، وهى عادة لها "الشكل الحلقى" ـأو "الهلالى" ، وفى بعض الأحوال تأخذ "الشكل الغربالى" أو تكون مقسومة "بحاجز" إلى نصفين أو تكون ذات "طرف مسنن".
فض الغشاء بين الواقع والتقاليد
الملاحظ أن غشاء البكارة يتمزق فى معظم الأحوال بعد المعاشرة الأولى وينجم عن ذلك وجوده على هيئة زوائد لحمية يتضح شكلها أكثر بعد انضغاطها فى اثناء الولادة. وفى معظم الأحوال يصحب تمزقه بعض الدم . ولكن من الثابت عملياً أن تمزقه قد لا يصحبه دم على الإطلاق رغم العذرية الكاملة عند الفتاة . ولعل الشائع عن نزول دم كثير فى أثناء فض غشاء البكارة ناجم عن العادة الخاطئة - التى كانت وما زالت للأسف تمارس فى الريف - من محاولة فض غشاء البكارة بالإصبع المحاطة بمنديل. ففى رأيى أنها عملية غير إنسانية، فضلاً عن أن غالبية الدم تنجم عن تمزقات وتسلخات فى فوهة المهبل ذاته وليس من غشاء البكارة كما يعتقد البعض . وفى بعد الحالات يحتاج فض غشاء البكارة إلى التدخل الجراحى لوقف النزيف الناجم عن التمزقات التى تحدث فى جدار المهبل عند محاولة فضه بعنف . وفض غشاء البكاره يصحبه ألم محتمل لبعض ثوان ، لذلك يجب ألا ترهب الفتة هذه اللحظة . ولا أنصح إطلاقاً بفضة بالإصبع ، إذ إنه فضلاً عن التمزقات التى تنجم عن ذلك، ففى النادر من الحالات التى يكون بها عيوب خلقية مثل الانسداد الكامل لفوهة المهبل ، تؤدى مثل هذه المحاولات إلى تمزق الشرج وحدوث نواسير شرجية . وبعض الحالات تحتاج إلى تدخل جراحى لقطع الغشاء، ويجب أن لا تتردد المرأة فى عرض نفسها على الطبيب إن لاحظت وجود ألم باستمرار عند كل محاولة للمعاشرة بعد ليلة الزواج. فلقد لاحظت أن معظم هذه الحالات يكون الغشاء فيها من النوع اللحمى الذى يمط دون أن يتمزق ويسبب آلاماً منها الضيق النفسى الشديد، يزول فوراً عند قطع الغشاء تحت مخدر عام وبوساطة الطبيب الأخصائى . وخوف الفتاة من الأم الناتج عن فض غشاء البكارة شئ طبيعى، إلا أنه فى النادر من الحالات يتحول هذا الخوف إلى حالة عصبية تتقلص فيها عضلات الفخدين، وأحياناً سائر عضلات الجسم مما يجعل الاتصال مستحيلاً. ومثل هذه الحالات تحتاج إلى العرض على الطبيب ولا ينفع معها العنف إطلاقاً.
شهر العسل ليس عسلاً كله
وأحب أن ألفت نظر الأزواج والزوجات الجدد إلى أن شهر العسل ليس كما يتوهمون ، فقد يكون كذلك لدى الشعوب الأخرى التى تسمح ببمارسة الجنس قبل لبزواج ، أو بمعنى آخر فى غياب غشاء بكارة ، أما فى البلدان المحافظة فإن تمزق الغشاء يترك جرحاً أو جروحاً تحتاج إلى بعض أيام وقد تمتد إلى أسبوع أو أكثر حتى تلتئم. لذلك بعد اليوم الأول من الزواج يجب التوقف عن المعاشرة لمدة خمسة ايام على الاقل حتى تلتئم الجروح واصرار الزوج على المعاشرة رغم وجود الجروح الناجمة عن فض غشاء البكارة يسبب آلاماً قد تؤثر فى نفسية المرأة، فقد تتخيل أن بها عيوباً خلقية تجعلها غير طبيعية مثل الضيق أو خلافة . ويجب على الفتاة ان تعترض على فض غشاء البكارة بالأصبع، فلقد حدث فى بعض الحالات ان كان الرجل أنانياً إلى أقصى درجة ، إذ إنه مع علمة بعجزة الجنسى قام بإزالة غشاء البكارة بالإصبع ففقدت الفتاة عذريتها مع رجل عنين.
همسات فى اذن العروس
احب أن ألفت نظر الفتاة المقبلة على الزواج إلى بعض الحقائق الآتية:
أولاً: لا تحتاج الفتاة إلى غسيل داخلى "دش" إلا فى حالة وجود التهابات فعلية . وهذا بالطبع يختلف كلياً عن مداومة الغسيل الخارجى بالماء والصابون. وما زال البعض ينصحن المقبلات على الزواج بضرورة إدخال لأن هذه الطبقة خلقها الله لحماية جدار المهبل من الميكروبات، ومعظم النساء اللائى يمارسن هذه العادة يشكين من إفرازات مهبلة مستمرة . ويسمح للمرأة بالغسل الداخلى بواسطة " الدش" بعد انقطاع الحيض أو فى اليوم التالى للعملية الجنسية . وأنسب مزيج للغسيل هو (معلقة طعام من الملح تضاف إلى كوبى ماء دافئ ويتم الغسيل بوساطة الدش المهبلى) . أما دوام الغسيل الداخلى بوساطة بودرة الدش فيؤدى إلى جفاف وتشقق المهبل وقتل البكتريا النافعة الموجودة فى جدار المهبل . لذلك يجب تجنبه إلا بأمر الطبيب ولفترة محدودة .
ثانياً: عند فوهة المهبل توجد غدتان تفرزان سائلاً هلامياً شفافاً عند الإثارة الجنسية، وذلك لتيسير المعاشرة الجنسية، وانقضاء وقت كاف فى المداعبة بين الزوجين ضرورى لتنشيط هاتين الغدتين وإعداد المرأة للعملية الجنسية .
ثالثاً:لا يوجد أى ارتباط مباشر بين المهبل وتجويف البطن. فبعض النساء يتصورن أو يتخوفن خطأ من دخول سوائل الغسيل المهبلى أو اللبوسات الموضعية إلى بطونهن.
رابعاً:رغم ارتباط قناة مجرى البول بجدار المهبل إلا أن لكل منهما طريقة. وكثيراً ما تتصور المرأة دخول مبسم الدش فى قناة مجرى البول ، وهذا غير ممكن إطلاقاً.
خامساً: سيحاول الزوج فى بدء حياته الزوجية ممارسة الجنس فى اوضاع مختلفة تريحه ومعظمها متعب للزوجة، ويمكن للزوجة بلباقة أن توضح لزوجها ما يريحها من هذه الأوضاع وما يتعبها. وفى معظم الحالات يستقر الزوج على الوضع الشائع المألوف بعد أن يستعرض سابق خبرته النظرية والعملية.
الخوف والاجهاد عدوا العريس ليلة الزفاف
المحبة والإلفة فى فترة الخطبة
ليلة الزفاف ليست ليلة منفصلة عن سابق الأيام إذ أغلب ما يحدث فيها هو نتيجة لأشياء عديدة حدثت فى أثناء الخطبة أو قبلها . وعلى هذه الأشياء السابقة يتوقف النجاح فى هذه الليلة أو الفشل. ومن العوامل المهمة فى فترة الخطبة لتكون ليلة الزفاف ليلة ناجحة أن يكون الزوجان قد تعارفا لفترة كافية وأنس كل منهما للآخر حتى لا تكون هذه الليلة مفاجأة لأحد منهما، . وأن يكون الكثير من الخجا والكلفة بين اثنين من جنسين مختلفين قد زال وكلما تغلب العروسان على هذين العاملين كلما كانت ليلة الزفاف ليلة هادئة، وكلما توفرت بينهما المحبة والإلفة وكان هناك تقارب بينهما فى فترة الخطبة كان ذلك مفيداً جداً لهما فى ليلة الزفاف، وأيضاً تكون نسبة الفشل أقل بكثير من نسبتها عند الزوجين اللذين لا يكونان قد تعارفا وتواءما طيلة فترة الخطبة. ولذلك يستحسن ألا يحدد موعد الزفاف إلا إذا أحس الخطيبان أن الكثير من الكلفة بينهما قد زال وأنهما يعاملان بعضهما بمحبة وإلفة . وفى البحث عن الزوج او الزوجة يجب أن يكون هناك توافق بين الفتى والفتاة . ويجب أن تكون شخصية الزوج هى الأقوى فإذا كانت شخصية الزوجة طاغية او أقوى من شخصية الزوج فإن ذلك بالطبع يؤثر فيه فى ليلة الزفاف . والشخصية المهزوزة فى ليلة الزفاف تسبب كثيراً من المشاكل وقد تصيب صاحبها العنة النفسية. كما أن الزوجة الذكية الصافية النفس العاقلة تساعد زوجها كثيراً فى ليلة الزفاف . أما بالنسبة إلى الأهل فللوئام دور كبير فى الفشل والنجاح فى هذه الليلة ، إذ إن اتفاق الأهل والوئام بين أفراد العائلتين ، وكذلك نظرة كل عائلة للطرف الآخر من الزواج، وعدم إثارة أى عقبات أو متاعب فى فترة الخطبة ويوم الزواج، كل هذا يخفف من المتاعب التى قد تؤثر كثيراً فى أعصاب الزوج وتزيدها توتراً بالإضافة إلى توترها فى هذا اليوم ، وأى ضغط أكثر قد يؤدى إلى ما لا تحمد عقباه.
هواجس وتهيؤات
العدوان اللدودان للعريس ليلة الزفاف هما الخوف والإجهاد. وقد تكون البداية فى فترة الخطبة، وكلما اقتربت ليلة الزفاف ازداد رعب بعض العرسان وكثرت هواجسهم وأصابتهم تهيؤات غربية بأن قوتهم الجنسية غير كافية لقطف الثمرة الحلال فى هذه الليلة ، ويتوهمون أنهم كانوا أصحاء مكتملى النشاط قبل ذلك ولكنهم أخذوا يشعرون بالهبوط كلما اقترب موعد الليلة السعيدة. وبفحصهم نجدهم فى غاية الصحة والنشاط، وليس بهم أى مرض عضوى.. وكل ما هناك هو الخوف اللعين والاضطراب النفسى، وبمجرد تهدئتهم وإعادتهم إلى ثقتهم بأنفسهم يمضون حتى الغاية بتوفيق ونجاح. وعلى العريس أن ينظر إلى قطف الفاكهة الحلال على أنها عملية طبيعية فسيولوجية تتم طبيعياً وبهدوء، ولا يتصور أنها مرعبة أو رهيبة أو أنها تتطلب منه تخطى حواجز أو الإتيان بما لم يأت به الأولون . وعليه أيضاً ألا يستمع لكلام قرنائه أو نكاتهم عليه أو تشفيهم منه، فكل هذه تعقيدات تضره . والأمر الثانى هو الإرهاق الجسمانى والعقلى ليلة الزفاف . فإذا قضى العروسان يوماً مليئاً بالتعب والاجهاد والعصبية والقلق نتيجة للحركة المستمرة ومتطلبات يوم الزفاف وما قبله فيستحسن فى هذه الحالة ألا يحاولا ممارسة العملية فى هذه الليلة، بل يجب أن يخلدا إلى الراحة ويؤجلا العملية إلى اليوم التالى أو الذى يليه على الأطثر ، إذ إن المحاولة فى تلك الليلة المجهدة غالباً ما تجلب نتيجة غير موفقة، وإذا فشل العريس فى أول محاولة وحاول مرة أخرى بعد ذلك فىالليلة نفسها وهو مضطرب الأعصاب ومجهد فإن الفشل سيكون حليفة، بل أكثر من ذلك فقد يدخل فى خلده أكثر من ذلك، وقد يدخل فى حلقة مفزعة من الفشل واضطراب الأعصاب الذى قد يؤدى إلى "العنة النفسية" . ومن الأصلح والمستحسن أن يحاول العريس توفير جو من الحل والشعرية ليلة الزفاف ، كأن يكون هناك عشاء هادئ على ضوء خافت مع شئ من الموسيقى الخفيفة والرقص الحالم ومفأجاة العروس بهدية لطيفة، لأن كل هذه الأمور البسيطة لها تأثير السحر فى العروس وتدعم ثقتها واطمئنانها بزوجها. ومن ناحية العروس إذا عرفت وتأكدت من أن ما سمعته عن آلام فض غشاء البكارة ما هو إلا هراء، وأن كل ما يحدث ما هو إلا بضع ثوان من الألم المحتمل ، لما فزعت ولخففت كثيراً من حدة مقاومتها لحظة قطف الفاكهة الحلال، ولو فرت على زوجها مأساة الفشل، بل إن واجب العروس إذا ما لاحظت على عروسها الاضطراب والفشل فى أول محاولة أن تهدئ من روعه وتعيده إلى الثقة بنفسه.. وأنصحها فى هذه الحالة ألا تخبر أى إنسان - حتى أمها - ما يحدث ، لأن انتشار الخبر قد يعقد الأمر أكثر ويسلم العريس إلى يأس قاتل . وأصبح العائلات بعدم التدخل ليلة الزفاف، وليتركا العروسين وحدهما فى تلك الليلة . ونصيحة أخرى للزوجة الصغيرة هى أن تجعل أمها دائماً مصدر النصح والإرشاد إذا لزم الأمر، متجنبة نصائح قريناتها.
شهر العسل .. بلا متاعب
أخيراً .. هو وهى - وحدهما - فى غرفة واحدة . وأخيراً يصبح من حقه أن يغلق باب الحجرة.. فهى الآن زوجته والآن .. فى هذه الساعة المتأخرة من الليل.. يبدأ شهر العسل.. اختفت الوجوة الباسمة ... لا ضجيج .. لا أحد يشد على يده ويقول .. مبروك.. ولا واحدة من صديقاتها تقبلها وتقول...مبروك .. وهما الآن يعيشان أولى ساعات الحياة الزوجية..
أين العسل الذى طالما تحدثا عنه؟
ماذا عليه أن يفعل؟
وهى .. هل تظل ساهمة .. شاردة هكذا؟
إننا هنا نتحدث إليهما ..إلى كل عريس وعروس .. عن نقطة البداية فى حياة سعيدة : شهر العسل.
فكرة قديمة
وشهر العسل فكرة عالمية قديمة .. إنها ليست غريبة أو شرقية فالغرض منه واضح ومحدد: أن ينفرد العريس والعروس .. وحدهما بعيدين عن أى قيد.. سواء أكان من أفراد الأسرة.. أو من الارتباطات الاجتماعية .. وفى هذا الشهر يتفرغ كل من العريس والعروس .. لتحقيق هذا الشئ الناقص فى علاقتهما . لقد أحبها وأحبته.. وفى فترة الخطبة لم يكن مباحاً لهما شئ واحد فى العلاقة الجنسية . من الآن أصبح من حقهما الاستمتاع بهذه العلاقة .. ولكن ...أجل .. ولكن هناك أشياء فى ذهن كل منهما : هى .. تشعر بالخوف .. تتوقع ألماً ..ونزفاً .. ودماء.هو .. أكثر خوفاً.. هنا من الفشل .. فى تجربة جديدة .. لم يجرب من قبل أن يقوم بهذه المهمة التى تنتهى بأن تصبح الفتاة الجالسة أمامه : سيدة . والذى قد يضاعف التوتر هو هذه العيون المفتوحة من الأهل.
أم العروس تريد أن تطمئن إلى أن ابنتها قد تزوجت رجلاً وأنه لن يعذب ابنتها فى هذا اللقاء التاريخى.
وأم العريس تريد أن تطمئن إلى سلامة الموقف.. وأن ابنها استطاع أداء دوره .. وأن الفتاة لديها هذا الدليل على حسن سلوكها.. هذا اعتقادها .. وهى فى انتظار النتيجة.. وتحت هذه السحب التى تملأ جو الغرفة العابق بالخوف والترقب والصراع النفسى يلتقى العريس بعروسه، وليس غريباً هنا أن يكون لقاء كله تكلف..
ويصبح الأمر صعباً للغاية بالنسبة إليه .... وبالنسبة إليها وليس غريباً أن لا يتم شئ وهذا ممكن فى حالات كثيرة.
وتمر الليلة الأولى دون أن يحدث هذا اللقاء المرتقب ..... وقد تخطئ هى فتحكى تفاصيل ذلك لأمها فى الصباح وتبدأ الهمسات .. وتنتقل قصة فشل الليلة الأولى من فم العروس إلى أذن الأم.. ومن الأم إلى الأب وتظهر الحيرة على كل الوجوه .. ويبدأ انتظار غريب لما سيحدث فى الليلة الثانية . وقد يشعر الزوج بذلك .. وتزداد حيرته .. وقلقة . وهكذا يبدو عصبياً فى الليلة الثانية .. ولذلك ليس غريباً أن تمر الليلة الثانية وكلها محاولات فاشلة تحت تأثير هذا الإحساس العامر بعدم الثقة بالنفس . وهكذا يزداد القلق .. والقلق الزائد يؤدى إلى إحساس بالفشل .. وكل فشل جديد يؤدى إلى قلق أكثر... وهكذا تتسع الهوة بين الاثنين . وبذلك تبتعد هى عنه.. لقد بدأت الإحساس بالحيرة .. وتبدأ النصائح من الأقارب ، وبدلاً من أن تساعده نجد أنها تبتعد عنه.. فهى أيضاً - مثله - لا تعرف ما يجب أن تقوم به لتساعده فى التغلب على هذا القلق الذى سيطر على الجميع ، وتزداد هى فى الابتعاد عنه وينقلب الحب الجارف .. والترقب الشديد إلى هذا اللقاء . إلى إحساس شديد بالكراهية.
هو يؤكد أنها غير متعاونة.
وهى تعتقد أن كل ما يحدث ناتج عن تقصيره وعدم قدرته . وتترك هذه الأحداث السيئة بصماتها فى حياتهما إلى الأبد حتى بعد أن تمر الأزمة ويتدخل أهل العقل والمعرفة.. أو يحدث العكس ويفرض أهل السوء رأيهم.. وتزداد حدة الخلاف إلى حد هدم العش السعيد بعد أن تمر شهور أو أسابيع على الزفاف . من الممكن أن لا يحدث كل ذلك إذا تدخل فرد من الأسرة لحل هذه المشكلة، ومن الممكن أن تحدث أزمات إذا خرجت الأحداث عن نطاق العريس والعروس . إنها قضيتهما الشخصية ولا يجب أن يعرف أى إنسان تفاصيل ما يحدث فى هذا اللقاء . حتى وإن كان هذا الشخص هو أم العروس. فهذه المشكلة تتعلق به .. وبها .. فقط : فإذا بقى ما يحدث سراً بينهما فتلك بداية طيبة لمرور هذه الأزمة بكل بساطة . فالمحافظة على أسرارهما الشخصية تؤدى إلى القدرة على تفهم الموقف بحيث يمكن تصحيح أى خطأ يحدث .. وهكذا تمر الأزمات المؤقتة وتعود إلى سابق حلاوتها . وهكذا يجب أن يكون شهر العسل بعيداً عن ألهل والأصدقاء والمعارف. وهذا الابتعاد الكامل ضرورة صحية ونفسية توفر بداية موفقة لحياة زوجية سعيدة .
ماذا أقول لهما؟
على ضوء المشاكل التى أتابعها فى مجتمعنا أجد أمامى بعض النصائح .. أو لنقل إنها بعض الإرشادات أريد أن أقدمها له ولها.. قبل الزواج وبعده.
قبل شهر العسل يجب أن يكون هناك تعارف قوى .. ليس من المعقول أن يتم الاختيار اليوم.. فيعقد القران غداً.. ويبدأ شهر العسل بعد غد... هذا غير معقول .. وفوق الطاقة . فليس من المعقول أن يتم التعارف والتودد واللقاء خلال يوم أو يومين أو ثلاثة .. إنى لا أدعو إلى هدم التقاليد.. ولكنى أريد التعقل خلال ممارسة هذه التقاليد خوفاً من العواقب .. وهى كثيرة الحدوث.
وقبل شهر العسل يجب أن تبحث ويبحث هو عن المعلومات الصحيحة.
فمن الخطأ أن تبدأ اللقاء دون سابق فهم لطبيعة العلاقة الجنسية .. وعلم بتركيب الأجهزة والأعضاء.. وطبيعة اللقاء من الناحية العلمية .. وطريقة الأداء السليم .. كل ذلك بين مبالغة أو جهل .. ولا يجب أن يتعجب القارئ إذا قلت إنه حتى بعض الأطباء يخافون هذه التجربة- تجربة اللقاء الأول- ولذلك يجب أن يسأل ... ويعرف ويتأكد أن هذه المعرفة تزيد من ثقة الزوج فى نفسه. وتقلل من هذا الرعب الذى قد يسيطر على الزوجة خلال هذه الليلة الأولى.
ليس هنالك أى مبرر للإسراع فى إتمام العلاقة الجنسية فى الليلة الأولى من شهر العسل . ففى هذه الليلة تكون الأعصاب متوترة ويكون الإرهاق الجسمانى ناتجاً من مجهودات غير طبيعية لإعداد المنزل وإجراءات الزواج. ويكفى فى الليلة الأولى.. والثانية.. بل وحتى الثلالثة أن يكون هناك تعارف أولى .. يزيد من التقارب بحيث يصبح أوثق ... وهكذا تتدرج العلاقة بشكل طبيعى لتنتهى بحدوث الاتصال الكامل بلا أزمات أو تعقيد.
بعد الاتصال الأول يصبح من الضرورى أن تكون هناك فترة راحة.