كل زوجة تحب أن يقدم لها زوجها الهدايا ، وهي تفرح بها و تُسرّ ، وبعضهن تشتكي من عدم مبالاة زوجها بهذا الأمر وقلة تقديره له رغم ما يتركه من آثار طيبة . و إن من الأسباب التي تجعل فئةً من الأزواج يمتنعون عن تقديم الهدايا للزوجات ، الزوجات أنفسهن ، فمنهن من تطلب من زوجها أن يهديها الأشياء الباهظة الثمن ، ولا ترضى بما سواها ، فتصبح هذه الهدايا بالنسبة له هماً ثقيلاً فيُفضِّل تركها البتة
و منهن من لا يعجبها شئ ، فكلما أتى لها زوجها بشئٍ ما ، استنقصته و عابته ، وربما وصل بها الأمر لعدم استخدامه
و هذا يجعل الزوج يتخذ قراراً حاسماً بعدم جلب أي هدية بعد ذاك اليوم
و الزوجة العاقلة الحكيمة تعرف كيف تحافظ على أمرٍ كهذا ، لأنها تُحبه و تستأنس به ، وهو بالوقت ذاته يزيد وشائج المحبة بينها وبين زوجها ، فإن أنى لها زوجها بأي هدية كانت شكرته و أثنت على الهدية ، وأبدت إعجابها بها و عجّلت باستخدامها ليُسرَّ زوجها و يتشجع على جلب أُخرى لها فيما بعد ، و إن كان لها ثمة ملاحظات تحينت الفرصة المناسبة و بأُسلوب رقيق و بطريقة غير مباشرة سعت لإيصال رأيها لزوجها حتى يضعه بالحسبان ، و يأخذ به بعين الاعتبار فيما بعد ، وهي قبل هذا تدرك أن القيمة الحقيقية للهدية بمعانيها السامية و ليست بأثمانها الباهظة ، فهي تحمل دلالات الحُب والتقدير ، وهذا بحدِّ ذاته يكفي