تعتبر المرحلة العمرية الممتدّة من ست إلى تسع سنوات من
بين أكثر المراحل التي تتطلّب تفهّماً من قبل الوالدين، إذ تعتري حياة
الطفل تطوّرات نفسية وجسدية تؤثّر على اختياراته وتصرّفاته.
الإختصاصية
في علم النفس وتعديل السلوك سهام القاضي تستعرض لقارئات «سيدتي» أبرز
المشكلات التي قد يواجهها الأهل مع الطفل في هذه السن، وطرق حلّها:
1-التقلّب في المزاج:
يمرّ الطفل بحالات من سوء المزاج والعصبية والإنفعال غير المبرّرة، وقد
يرجع السبب إلى عدم حصوله على ساعات كافية من النوم، علماً أن شعور الطفل
بالتعب والإرهاق في وجود مثيرات كاللعب أو مشاهدة التلفزيون تحرمه من أخذ
قسط وافٍ من النوم والراحة، فتنتابه حالات من الغضب والعصبية. وقد تنتج
هذه المشكلة عن تغيير في نمط الحياة التي اعتادها، أو إذا كان أحد
الوالدين أو كلاهما ممّن يغضب لأبسط الأسباب ويتميّز بالعصبية وتقلّب
المزاج.
الحل: تتمثّل أفضل الطرق لتجنّب سوء المزاج الذي يعتري الأطفال
في تفهّم الوالدين أن هذه التغيّرات المزاجية تعتبر سلوكاً طبيعياً، ويمكن
القول إن جميع الأطفال يمرّون بهذه التقلّبات بطرقهم الخاصة. ويجدر
بالوالدين البحث عن الأسباب التي تقف وراء تقلّبات مزاج الطفل، مع محاولة
تفاديها.
2-الفوضوية:قد تمتدّ الفوضى التي يخلّفها الطفل وراءه في غرفته إلى باقي أرجاء المنزل! ومع انعدام النظام الذي يسبّبه الطفل، يOAS_AD('Middle');
صاب كل أفراد الأسرة بالضيق، وتعمّ البيت حالة من الإرتباك.
الحلّ:
تكمن أفضل الحلول للسيطرة على فوضى الطفل في وضع حدود في كل مجالات حياته
اليومية، فهو يحتاج إلى انضباط مع توضيح أن هناك قوانين وضعت لتجعل المنزل
في حالة مرتّبة بشكل دائم.
ويمكن للأم تقويم هذا السلوك عن طريق
تخصيص مكان محدّد ومعروف لكل غرض من أغراض الطفل، وإن كانت الأدراج
والخزانات غير كافية يتوجّب توفير غيرها ذات سعة أكبر.
العناد:منذ
بداية دخول المدرسة وحتى المراهقة، يبدأ الطفل في تأكيد ذاته واستقلاله عن
أسرته، وتظهر خياراته المختلفة عن خيارات الوالدين. ويمكن القول إن بداية
السلوك المعاند ينشأ كنوع من الدفاع ضد قلّة الحيلة وفقد تقدير الذات،
ويمكن أن يكون نتيجةً للدلال. ويشكّل إرغام الطفل على الطاعة خطأً
تربوياًً، بل إن المرونة والسماح في تقبّل رأي الطفل والنحو في التربية
الإستقلالية في جوّ يسوده الحب، يحول بين الطفل والعناد المرضي. أما
العناد البسيط، فيجب أن نغضّ الطرف عنه ونستجيب خلاله لرغبات الطفل ما دام
لن يضرّه وكانت رغباته في حدود المعقول، وبذا نعطي للطفل نموذجاً للمرونة
في التعامل.
الحلّ: إذا كانت استجابات الوالدين لهذه
المرحلة التطوّرية هادئة ومتفهّمة، فإن الأمور تسير بسلام وتخفّ حدّة
السلوك المعاند شيئاً فشيئاً مع الوقت. كما أن تعامل الوالدين مع الطفل
بحكمة يجعله أكثر اطمئناناً على ذاته وعلى استقلاله وعلى إرادته، ويتعلّم
أن العناد ليس هو الأسلوب الأمثل للتعايش مع الآخرين، بل إن المجتمع
سينبذه إذا استمرّ على هذا النحو.
4-الإلحاح:عندما ينمو
لدى الطفل شعوره بذاته، يبدأ بفرض رأيه على الكبار كنوع من التحدّي لكي
يثبت لهم بأنه قد كبر وأصبح قادراً على تولّي زمام الأمور، كما يغضبه
الرفض لمطالبه فيستخدم الإلحاح للضغط على والديه. ويحذّر من .
فيستخدم الإلحاح للضغط على والديه. ويحذّر من الإستجابة
لطلب الطفل عندما يصرّ ويلحّ بشدّة، ما يفسده فعلاً ويشجّعه على مزيد من
الإلحاح.
الحلّ: يشكّل الثبات في طريقة ا
لتعامل مع
الطفل أمراً ضرورياً، سواء داخل المنزل أو خارجه، مع تدريبه على ضبط النفس
والتحلّي بالصبر وتوضيح أسباب الرفض. وفي حال إلحاحه الزائد، حذّريه من
خلال تحذيرات ثلاثة، وبعدها عاقبيه.
5-إهدار الوقت:التواني
والتكاسل والبطء المفرط في أداء ما يطلب من الطفل من أعمال يثير غضب
الوالدين ويضعهما أمام خيارين، هما: القيام بالأعمال نيابة عنه لإنقاذ
الوقت أو معاقبته على بطئه ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً. وتبدو هذه المشكلة
بوضوح مع دخول الطفل المدرسة، أي عندما يصبح مطالباً بإنجاز مهام عدّة لا
تحتمل التأجيل على مدار اليوم، كالذهاب إلى المدرسة في الوقت المحدّد،
فراغه من أداء الواجبات المدرسية والحفاظ على الصلوات الخمس في
أوقاتها.الحلّ: يكمن في تعويده على روتين محدّد لا يتغيّر، وذلك لتفادي
الكثير من المشاحنات والمتاعب. ويفضّل منح الطفل البطيء المزيد من الوقت
حتى يتسنّى له إنجاز ما هو مطلوب منه في وقته. فهو بحاجة للإستيقاظ في وقت
مبكر، ومن الأفضل تجهيز احتياجاته قبل النوم، مع تحفيزه ومكافأته عندما
يبدي النشاط والهمّة في أداء أي عمل يطلب منه.
6-إختيار الملابس:عندما
يصرّ الطفل على ارتداء ملابس غير مناسبة للجو أو يختار ألواناً لا تتناغم
مع بعضها أو يرفض الإستغناء عن ملابسه القديمة والتي أصبحت بالية ولا
تناسب قياسه، يتحوّل اختيار الملابس إلى مشكلة! لذا، يجدر بالوالدين إدراك
أن المظهر اللائق هو من العوامل الهامّة لتوفير الصحة النفسية للطفل، إذ
تتوافر له الثقة بالنفس والإعتداد بها، فيصبح الملبس وسيلةً لإبراز الذوق
والهوية والتأكيد على سيطرته وامتلاكه لآرائه الشخصية.
الحلّ:
يفضّل الطفل قطعة ملابس معيّنة دون غيرها، بسبب شعوره بالراحة في المقام
الأول، علماً أن اختياراته تقوم على هذا الأساس. ومن الناحية النفسية، يجب
مراعاة رغبة الطفل في ارتداء ملابس معيّنة إن لم تكن تتعارض مع الجو أو
المناسبة، والأفضل هو إطلاع الطفل على الملابس المناسبة للظروف الجوية
وشرح أسباب ذلك، مع توضيح أن للملابس عمراً افتراضياً حيث ينبغي أن نمتنع
عن ارتدائها إذا بهتت ألوانها أو حدث فOAS_AD('Middle');
يها تلف أو أصبح قياسها غير مناسب، كما إن تكرار ارتداء قطعة من الملابس دون غيرها أمر غير مقبول.
7-قضم الأظافر:عادة
عصبية سيّئة تلحق الضرر بمعدة الطفل وتشوّه مظهر يديه، وقد تلازمه طيلة
حياته ما لم تقاوم في الوقت المناسب! لذا، يجب على الوالدين إدراك أن
الطفل عندما يتعرّض لتحوّلات جذرية في نظام حياته، خصوصاً عند البدء في
الذهاب إلى المدرسة ومن خلال العلاقة التي تربطه بالزملاء والمدرّسين ومع
قيامه بمهام جديدة، تزداد الأوقات التي يتعرّض خلالها للقلق والتوتر،
فيعبّر عنها من خلال هذه العادة العصبية.
الحلّ: للتغلّب
على هذه المشكلة، يمكن ملاحظة الأسباب، ثم العمل بجدّية على تغيير الظروف
التي تحضّه على هذه العادة، مع تقليل حجم التوتر الذي يتعرّض له الطفل قدر
الإمكان! ويمكن للأم أن تتفّق مع الطفل على القيام ببعض الخطوات عندما
يبدأ بقضم أظافره، كتغيير مكانه.
8-التدخّل فى حديث الكبار:قد
يرفض الأهل وجود الطفل في مجالس الكبار، في حين يرى أن مكانه يجب أن يكون
مع الكبار ويمتنع عن اللعب مع الأطفال، فيحدث الخلاف الذي قد يلامس آذان
الضيوف، ما يسبّب حرجاً بالغاً للطفل والأهل معاً.
الحلّ: يبدأ
بمعاملة الطفل باحترام أمام الآخرين والإمتناع تماماً عن نهره وإحراجه
أمام الضيوف، إلا أن هذا التنبيه يتمّ بلطف، كما يمكن منحه المزيد من
الوقت الذي يقضيه مع الضيوف في حال التزامه بالسلوك المهذّب والمتّفق عليه
من قبل، ما يعدّ مكافأةً له على حسن التصرّف.
9-الفضول:عندما
يدسّ الطفل أنفه في كل صغيرة وكبيرة، ولا يفوّت هفوة إلا وينهال على
والديه بأسئلة لا تنتهي، يسبّب لهما معاناة لإيجاد الردود المناسبة! وقد
يلجآن إلى نهره وتحذيره من التدخّل في ما لا يعنيه، وقد يتلقّى العقاب على
فضوله في بعض الأحيان! ويعتبر هذا التصرّف من قبل الوالدين خطأً تربوياً
فادحاً لأنه يقتل في الطفل روح البحث والإكتشاف، فتخبو تدريجياً لديه طاقة
حبّ المعرفة وتضعف شخصيته.
الحلّ: يجب أن يتعامل الوالدان مع فضول الطفل بمزيد من الوعي والإدراك ...
من الوعي والإدراك لمراحل التطوّر والنموّ التي يمرّ
خلالها، مع العمل على إشباع رغبته المتزايدة للمعرفة وكشف المجهول أمامه،
وذلك بتقديم معلومة مبسّطة تناسب خبراته في الحياة. ولدى ملاح
ظة أن
الطفل يسأل لمجرّد جذب الإنتباه، لا بدّ أن يحصل على مزيد من الإهتمام، مع
توجيه طاقته في تعليمه مهارات جديدة ترضي فضوله وتنمّي قدراته، كشراء قصص
وموسوعات جديدة أو إلحاقه بدورات تعليم لغات أو كمبيوتر.
10-إدمان التلفزيون:عندما
يمتلك الطفل مهارة استخدام "الريموت كنترول" وتمنح له الحريّة الكاملة في
الإنتقال بين القنوات المختلفة، فإنه يقضي معظم وقته مسمّراً أمام شاشة
التلفزيون، ويدع واجباته المدرسية ليشاهد برامجه المفضّلة. وقد يؤدّي
إدمان مشاهدة التلفزيون إلى الفشل الدراسي، كما أن بعض القنوات تحمل مشاهد
لا تليق أن يشاهدها!
الحلّ: يتمثّل في تقليص الوقت المسموح
للطفل فيه بمشاهدة التلفزيون، مع تحديد البرامج التي يمكن للطفل مشاهدتها.
كما يفضّل تقديم البدائل وتشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة داخل البيت،
كالقراءة والمساعدة في أعمال المنزل وخارجه (الذهاب في رحلة أو ممارسة
الرياضة). وبالطبع، سيقاوم الطفل هذه الأوامر ولكن مع الوقت سيعتاد على
الأمر ويخفّ تعلّقه بالتلفزيون. 3-