عينا طفلك جوهرتان لا تقدران بثمن، المحافظة عليهما مسئوليتك بالدرجة الأولى ولا سيما في سني الطفل الأولى، ويستلزم ذلك منك التعرف على سبل تحقيق ذلك، وإدراك التغيرات التي قد تطرأ على عيني طفلك، آثارها، وأبرز الأمراض التي قد تصيبهما وسبل وقايتهما وإكتشاف المرض مبكراً .
في هذا الحوار مع الدكتور عبدالعزيز الفدا إستشاري طب العيون بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني في الرياض نقدم لك معلومات مهمة تساعدك في حماية عيني طفلك.
معلومات مهمة لحماية عيني طفلك
· إذا كانت قرنية الطفل كبيرة الحجم. ماذا يعني ذلك ؟
** القرنية هي الجزء الأمامي من العين وهي في الأصل شفافة أما اللون الذي يرى فهو لون القزحية خلفها والتي تعطي العين اللون المميز لها.
وحجم القرنيتين في العينين يفترض أنهما متساويان، فإذا ما كانت إحداهما أكبر من الأخرى أو كانت الإثنتان كبيرتي الحجم فقد يكون ذلك أعراض إرتفاع ضغط العين وخصوصاً إذا كانت مصاحبة لتغيير في لون القرنية بحيث يكون مائلاً إلى اللون الأزرق أو وجود دمع بشكل واضح أو التأثر بالأنوار، وقد يكون كبر القرنية جزءاً من تضخم حجم العين.
وفي بعض الحالات قد يكون هناك فرق بين حجم القرنيتين حيث تكون إحداهما صغيرة مقارنة بالأخرى الطبيعية التي تبدو أكبر. كما أنها قد تكون عرض لبعض الأمراض الخلقية عند الطفل.
وعلى كل حال فيجب إستشارة طبيب العيون في كل الحالات التي يشتبه أن يكون فيها فرق واضح بين حجم القرنيتين أو كبر واضح في كلتا القرنيتين لتحديد الأسباب ومن ثم علاج المرض في بدايته .
q الدمع الغزير
· إذا كانت هناك زيادة في كمية الدمع لدى الطفل. ماذا يعني ذلك وهل في هذا خطورة ؟
** الزيادة في كمية الدمع لدى الطفل على نوعين : نوع تكون فيه الزيادة بشكل مفاجئ ومؤقت نتيجة لتهيج العين بسبب الالتهابات أو وجود جسم غريب على سطح العين.
والنوع الثاني تكون فيه كمية إفراز الجمع طبيعية ولكن الخلل في تصريف الدمع إلى الأنف وهذه عادة تكون مزمنة وتبدأ من الأسابيع الأولى من الولادة حيث تكون قناة تصريف الدمع لم تأخذ وضعها النهائي بسبب وجود غشاء خفيف في نهاية القناة الدمعية من جهة الأنف يمنع مرور الدمع إلى الأنف، كما هي الحال في الطفل الطبيعي مما يؤدي إلى تجمع الدمع في مقلة العين وخروجه خارج العين بشكل مؤذ للطفل.
في النوع الأول من زيادة الدمع في العين يكون السبب طارئاً ويصاحبه إحمرار وآلام في العين، وعدم القدرة على مواجهة الضوء، وهذا يتم علاجه بعلاج سبب الإلتهابات أو إزالة الجسم الغريب في العين.
أما النوع الثاني فيرجع سببه إلى عدم إكتمال نمو القناة الدمعية ولعلاجها عدة أحوال.
الحال الأولي : الإنتظار وخصوصاً في الأشهر الأولى حيث إن نسبة كبيرة تصل الى 90% من هذه الحالات تتحسن أو تشفى تماماً قبل بلوغ نهاية العام الأول دون تدخل جراحي، ودائماً ما ننصح الأم في هذه الفترة بضرورة المحافظة على نظافة العين وتدليك القناة الدمعية الموجودة في الطرف الداخلي للأجفان من جهة الأنف بشكل مستمر مما يساعد على تفريغ القناة الدمعية من الدمع وتشكيل ضغط على هذا الغشاء الذي في نهاية القناة الدمعية مما يساعد على سرعة إنفتاحه، وقد يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى إستعمال بعض المضادات الحيوية إذا وجدت إلتهابات في القناة الدمعية بين حين وآخر.
الحالة الثانية: التدخل الجراحي: وهو بإختصار العمل على فتح هذا الإنسداد في القناة الدمعية بواسطة تمرير أنبوب بأحجام مختلفة خلال القناة الدمعية لفتح الغشاء في نهاية قناة الدمع، والتدخل الجراحي ينصح به عند عدم التحسن التلقائي في تصريف الدمع على نهاية السنة الأولى أو عند تكرار الإلتهابات الحادة في مجرى الدمع بشكل متكرر وواضح ولا بأس في هذه الحالة أن يكون التدخل الجراحي في الأشهر الأولى، لأن الغرض الأساسي هو فتح مجرى الدمع.
وفي بعض الحالات قد يحتاج الطبيب إلى عمل هذا " التسليك " لمجرى الدمع أكثر من مرة إذا لم يستجب في المرة الأولى أو لوضع أنبوب مصنوع من السيليكون في مجرى الدمع ليبقى مفتوحاً ثم يزال بعد مدة من الزمن، والعمليات من هذا النوع نتائجها جيدة إلى حد كبير ولا تشتمل على مضاعفات خطيرة.
q قصر النظر
· إذا لوحظ على الطفل أنه يغمض عينيه جزئياً عندما ينظر إلى الأشياء وخصوصاً البعيدة هل يعني هذا أنه مصاب بمرض ما ؟ وما هو العلاج؟
** إقفال العين جزئياً عندما ينظر الطفل للأشياء البعيدة قد يكون أحد علامات قصر النظر أو اللابؤرية ( الاستجماتزم ) والمريض يحتاج إلى نظارة تساعده في توضيح الرؤية, والفكرة وراء هذا الإقفال الجزئي للجفنين عند النظر أن الطفل يرى أن الأشياء تكون أوضح مما لو فتح العين كاملة وذلك لأن هذا الإجراء يحد من تشتت الضوء الداخل إلى العين وبالتالي يتحسن النظر عند الطفل، مثله تماماً لو نظر الإنسان الذي يعاني قصر النظر أو اللابؤرية ( الاستجماتزم ) من خلال ثقب صغير فإنه يرى الأشياء بوضوح بدرجة كبيرة مما يدل على أنه يحتاج إلى نظارة لتقويم هذا القصر في النظر.
فالعلاج في هذه الحالة هو عرضه على طبيب العيون للتأكد من سبب هذا الإقفال وبالتالي وضع نظارة طبية لو تطلب الأمر .
q الصداع بعد القراءة
· قد يشتكي الطفل أثناء الدراسة أو القراءة من صداع أو إجهاد العينين، فماذا يعني ذلك؟
** صداع الرأس من الأمراض الشائعة عند الكبار خاصة وكذلك عند الصغار وله أسباب كثيرة منها أسباب تخص العين فإذا كان هذا الصداع يبدأ عند القراءة مثلاً فقد يكون سببه طول نظر أو قصر نظر أو وجود اللابؤرية ( الاستجماتزم ) عند الطفل فهذه الأسباب تسبب بعض الإجهاد في عضلات العين الداخلية ومن ثم حصول الصداع وعلاج ذلك بإخضاع الطفل لفحص كامل للعين ثم معالجة السبب.
q بياض البؤبؤ خطر
· إذا لاحظت الأم وجود بياض داخل بؤبؤ العين لدى طفلها الوليد .. ماذا يعني ذلك وهل هناك خطورة وما هو العلاج ؟
** بؤبؤ العين هو فتحة القزحية التي تتحكم في دخول الضوء إلى داخل العين حسب الإضاءة الموجودة في محيط الإنسان، وهذه المنطقة لا بد أن تكون سوداء عند جميع الناس بغض النظر عن لون القزحية .
وهذا السواد هو إنعكاس لظلمة داخل العين مع وجود شفافية العدسة والسائل الزجاجي.
فعند وجود أي بياض داخل هذا البؤبؤ فهذا يعني وجود عتامة إما في عدسة العين وإما في المنطقة التي خلفها في السائل الزجاجي أو وجود أورام أو إلتهابات في شبكية العين، وكل حالة من هذه الحالات تعتبر خطيرة مع بعض التفاوت بين هذه الأنواع ويجب حينها عرض الطفل بأسرع وقت على إستشاري العيون لعمل الكشف والفحوصات اللازمة لذلك.
وأخطر الإحتمالات أن يكون هناك أورام سرطانية داخل شبكية العين وهذه قد لا تظهر عند حديثي الولادة بل قد يتأخر إكتشافها إلى ما بعد السنة الثانية عند ظهور حول عند الطفل أو ضعف النظر وغيرهما، وهذا يحتاج إلى مراحل علاج طويلة في مراكز معينة لعلاج الأورام.
ويعد وجود عتامة خلقية في عدسة العين وهو ما يسمى بالساد الخلقي من أشهر أسباب بياض البؤبؤ وقد يكون ناتجاً عن إصابة الأم ببعض الأمراض في مراحل الحمل الأولى كالحصبة الألمانية أو يكون بدون سبب واضح، وهذه الحالة تكتشف في الغالب في الأيام الأولى من الولادة بواسطة طبيب الأطفال أو الأم ويلزم أن يعرض الطفل على إستشاري العيون في أسرع وقت وغالباً ما يقوم الطبيب بإخبار الوالدين بوجوب إجراء عملية جراحية لإزالة الماء الأبيض من العين ثم وضع نظارة طبية أو عدسات لاصقة بعد ذلك ، وبعد ذلك يقوم الطبيب بزرع عدسة ثابتة داخل العين.
وهناك أسباب أخرى من أسباب بياض بؤبؤ العين وعلاجها يتم بحسب أسبابها، لكنها كلها تحتم على الأبوين الزيارة السريعة لإستشاري العيون لمعرفة السبب ومن ثم العلاج السريع لهذا المرض.
q إرتخاء الجفن
· نلاحظ في بعض الأحيان إرتخاء جفن العين العلوي لدى الطفل، فهل يعد ذلك مرضاً ؟
أجفان العين العلوية لا بد أن تكون في مستوى واحد في كلتا العينين، وفي الحالة الطبيعية تغطى جزءاً يسيراً من الجانب العلوي لقرنية العين، فارتخاء أحد الجفنين إذن، يعتبر مرضاً لأن هذا الارتخاء قد يغطي مسار النظر وهنا تكمن الخطورة لأنه قد يكون سبباً في كسل هذه العين وضعف النظر فيها. أو قد يغطي جزءاً من مسار النظر ويتسبب في تغير تحدب القرنية أو ما يسمى باللابؤرية مما يؤثر بطريقة غير مباشرة على قوة النظر، ويؤدي إلي كسل العين .
وفي كلتا الحالتين يجب إستشارة طبيب العيون لإجراء الفحص اللازم للعين لتحديد الحاجة إلى إجراء عملية جراحية لرفع أجفان العين ووضع نظارة طبية .