حاول أن تتصور ذلك: إثنان يشتركان فى أداء عمل واحد.. ولكن كلا منهما لا يعرف حقيقة هذا العمل.. وأسرار أدائه .. هل يمكن أن نتوقع فى النهاية النجاح لهما فى اداء العمل؟
إنها صورة المرأة والرجل نفسها عند الزواج ..هى لا تعرف.. وهو لا يفهم.. ثم نطلب منهما النجاح فى أداء وظيفة مشتركة .. والنتيجة هنا تكون غالباً : الفشل.. ومعنى الفشل فى الحياة الزوجية هو العذاب ... وعلى هذا الأساس نصل إلى حقيقة واحدة: قبل أن تتزوج يجب أن تعرف.. وإذا عرفت تسعد . ولكن ماذا يمكن أن يحدث إذا كنت لا تعرف .. إنى أقدم هنا نماذج لما حدث فى بعض البيوت.. حيث اشتعلت نار العذاب فى حياة أكثر من رجل وامرأة كانت جريمتهم أنهم لا يعرفون.. ولكن عندما عرفوا استراحوا وذاقوا طعم السعادة.
خصية واحدة:
انة خائف من الزواج .. يعارض بشدة فكرة التقدم للزواج من فتاة يحبها . . والسبب انة
بخصية واحدة : انة يحس بكل احساس الرجل . . يزاول العادة السرية . . ومع ذلك فان الحزن يملأ قلبه عندما يتذكر انه ولد هكذا : بخصية واحدة .. اما الاخرى فهى مازالت معلقة.. ويفكر فى إجراء عملية جراحية لإيزال هذه الخصية المختفية.. ثم يشعر باليأس فإن عمره فوق الخامسة والعشرين.. وفى النهاية يهرب من الزواج.. ويبكى على حظه .. ثم يزاول العادة السرية. لو عرف هذا الشاب الحقيقة لاستراح.. من زمان : إذا عرف أن خصية واحدة تكفى لحياة زوجية كاملة لاختلف أحزانه .. ولأقدم على الزواج.. فوراً . أما عن هذه الخصية المعلقة فالمفروض أن تجرى العملية الجراحية لإنزالها فى السنوات الأولى من الطفولة .. لأن بقاءها فى هذا المكان غير الطبيعى يؤدى إلى ضمورها. والجراح وحده هو الذى يستطيع أن يحدد لمثل هذا الشاب ما إذا كان الضرورى إجراء الجراحة أم ترك الخصية فى مكانها. نعود مرة أخرى إلى هذا الشاب الذى يعيش بخصية واحدة.. الطبيب يقول له: تزوج يا رجل ..إنك تعيش فى وهم كبير لا مسوغ له.
عملية ختان الرجل ممكنة
الذى حدث أن عملية الختان لم تتم فى فترات طفولته .. أما الآن وقد أصبح رجلاً فإنه يعيش فى قلق وحيرة: ماذا يفعل؟ .. وهل من الضرورى أن يجرى هذه العملية؟
إنه هنا يحيط نفسه بدوامة من القلق بلا سبب.. صحيح أن الختان عند الذكور مرغوب ولكنه فى الوقت نفسه ليس ضرورة.. فالطب يقول إنه نوع من النظافة.. وهو واجب الأداء إذا أدى الأمر إلى وجود تجمع للإفرازات.. والإلتهابات .. والرائحة الكريهة . ومهما تقدمت السن فإجراء الختان ممكن.. فالطبيب يستعمل المخدر العام ويجرى العملية.. وفى الوقت نفسه فإن الطبيب يصف الأدوية التى تمنع حدوث انتصاب يكون مؤلماً فى هذه الحالة.. والحكاية أولاً وأخيراً لا تستحق القلق.
كيف حدث الحمل
إنه يكاد يجن لأنه لا يعرف تفسيراً للخبر الذى سمعه من زوجته .. لقد قالت له: إنها حامل؟ إنه يفكر جيداً.. كيف يمكن أن يحدث ذلك وهو يتبع هذه الطريقة التى يستعملها صديقه منذ سنوات.. فالعملية الجنسية تبدأ كالمعتاد ولكن قبل نهايتها يبتعد عن زوجته.. إنه بذلك يبعد الحيوانات المنوية عنها .. فكيف تحمل إذاً؟
إن أفكاراً كثيرة دارت فى رأسه.. وهو يطرد هذه الأفكار التى توهمه احتمال وجود علاقة بين زوجته.. ورجل آخر وعاش فى العذاب .. وكان من الممكن ألا يتعذب لو عرف حقيقة عملية ثابتة .. هذه الحقيقة تقول إن كمية محدودة جداً من الحيوانات المنوية قد تخرج منه فى أول مراحل العملية الجنسية .. فإذا عرفنا أن حيواناً منوياً واحداً هو الذى يسبب الحمل.. فإذت التعجب يزول.. فالزوجة حامل لأن الحيوان المنوى تسرب فى أول لحظات اللقاء .. أما عن هذه الكمية الضخمة من الحيوانات المنوية التى ذهبت بعيداً عن الزوجة.. فإن عدم وجودها لا يهم .. فالحمل قد حدث .
قطرة واحدة ... تكفى
هل تكفى قطرة واحدة من الدماء لتؤكد أن عروسه كانت عذارء إنه يكاد يجن .. فالذى لاحظه هو نزول قطرة واحدة من الدماء .. إنها حتى ليست دماء .. إنها قطرة من سائل وردى اللون.. أليس من حقه بعد ذلك أن يشك .. ويحزن؟
هذا ما كان يقوله لنفسه.. فهو لا يجرؤ على اتهام عروسه.. ولا يجرؤ على الكلام.. لقد توقع أن يسيل الدم من زوجته.. يسيل بعد أول ليلة بغزارة.. ولكن كانت المفاجأة قطرة واحدة.. وكانت مفاجأة : له.. ولها. لو وفر هذا العريس على نفسه عناء التفكير وسأل الطبيب لقال له: اطمئن.. زوجتك سليمة.. وما حدث يمكن اعتباره شيئاً عادياً.. أما عن كميات الدماء الغزيزة فإنها تسيل فقط فى هذه الروايات الخرافية التى سمعتها وتوقعت أن تكون بطلها.. زوجتك سليمة.. وأنت مخطئ .
ومن الغريب أن يعرف هذه الحقيقة. إن أغلب الشبان والشابات يستمدون معلوماتهم الجنسية من خلال سماعهم لحكايات الأصدقاء ، ولعلنا من الشعوب التى تتمتع بخاصية مميزة فى حكاياتنا الجنسية.. إننا نعتبر النجاح فى الجنس مقياساً للنجاح فى الحياة .. وعلى هذا الأساس ليس غريباً أن نسمع عن هذه البطولات على لسان أى رجل يتحدث عن نفسه ويسمع الشاب.. ويخاف.. يسمع عن مواصفات غير موجودة فيه.. وهنا تكون المأساة . فكم من شاب يخاف الاقتراب من فكرة الزواج لسبب واحد : اعتقاده أن عضوه التناسلى صغير .. ومعنى ذلك أنه سيعجز عن الاستمتاع بلقاء الزوجة .. وبالتالى لن تشعر الزوجة بالسعادة معه. وفى بريد الأطباء آلاف من الرسائل .. كلها دموع وكلها تحتوى على طلب واحد: كيف يمكن للرجل أن يزيد من حجم عضوه التناسلى .. ومع تكرار نشر الرد على هذا السؤال .. تكون المفاجأه وصوله من آخرين .. معنى ذلك أنها ظاهرة خوف عامة.. وجهل شامل لحقيقة علمية بسيطة تقول: السعادة فى الحياة الجنسية لا تحتاج إلى ضخامة العضو التناسلى للرجل .. بالعكس .. فإن هذه الضخامة تكون فى حالات كثيرة سبباً فى المتاعب وقلة الاستمتاع .. أما المهم فى هذه النقطة بالذات فهو درجة صلابة العضو فى أثناء اللقاء الجنسى.
قبل الطلاق
حكى لى صديق يعمل أستاذاً فى كلية الطب عن المآسى التى تتكرر فى كثير من الزيجات الجديدة والتى يشهدها هو بحكم تخصصه . قال لى الأستاذ الكبير: حضر إلى عيادتى عدد هائل من الناس دفعة واحدة.. وعرفت أنى أمام عريس شاب وعروس شابة مر أسبوع على زواجهما دون أن يتم أى لقاء جنسى بينهما .. واحتشد عدد هائل من أقارب العروسين داخل حجرة الكشف وهم يقولون: اكشف عليهما يا دكتور: أهل العريس يريدون الاطمئنان عن رجولة ابنهما الشاب الجامعى.. وأهل العروس يريدون سماع حكم الطبيب حتى تبدأ إجراءات الطلاق.
كان أول ما فعلته أن أخرجت كل الأهل خارج حجرة الكشف وعرفت من العروسين أنهما منذ لحظة عقد القران وهما فى وسط هذا الزحام من الأهل وكلهم عيون وآذان صاغية ينتظرون : ماذا سيحدث قلت للعروسين إنه من الطبيعى ألا يحدث أى شئ وأنتما تحت هذه الرقابة المشددة ثم فحصت العريس ووجدت أنه مكتمل الرجولة.. وعندما قلت له ذلك لم يطمئن بل طلب منى دواء مقويا ، وكان الدواء الذى وصفته هو الابتعاد عن الأهل والسفر بعيداً عنهم.. وستأخذ كل الأمور سيرها الطبيعى بلا تعقيد... وهذا ما حدث بالفعل دون أى دواء.. وهنا أقول لو عرف كل عريس وكل عروس تأثير العوامل النفسية فيهما لوفرا على نفسهما الكثير من المتاعب والمشاكل . إذا فالقضية الأساسية هى أن يعرف الناس .. حقائق صحيحة نظيفة عن الجنس .. وهكذا يمكن أن يعيشوا فى سعادة دون متاعب يبرزها جهلهم بالحياة.
وهنا أتذكر هذا التعليق الساخر من أحد الأطباء:
"أليس من الغريب أن يعرف الرجل كل أسرار العمل الذى يقوم به محرك سيارته.. فى الوقت الذى يجهل فيه تماماً القواعد الطبية التى عليها قدرته على إنجاب طفل"؟
سؤال وجيه .. يدعو الرجال والنساء على السواء إلى محاولة فهم وظيفة أساسية يقومون بها فى حياتهم.
إلى أى مدى تغيرت النظرة إلى زواج المستقبل؟
يعتبر علماء الاجتماع القرن العشرين قرن تحرير المرأة وحصولها على حرياتها. فمنذ بداية هذا القرن، وحتى يومنا هذا والمرأة دائبة على العمل من أجل الحصول على مزيد من الحرية والتحرر، وبعد أن كانت سلعة تباع وتشترى كأى سلعة فى الأسواق ، أصبح لها كيانها المستقبل المميز ، وشخصيتها العصرية الطموحة. ومع التطور العلمى والتكنولوجى الإعجازى واكتب اهتمامات المرأة هذا التيار الحضارى السريع. من هذا المنطق قامت الباحثة الكندية سيلفيا موارن بتقديم رسالتها إلى جامعة فراسر بمدينة بورنابى الكندية للحصول على درجة الماجستير فى الحريات التى حصلت عليها المرأة منذ بداية القرن االحالى، وتطور اهتماماتها العصرية، وذلك من خلال إعلانات الزواج التى تنشر فى الصحف والمجلات، بالإضافة إلى مصادر أخرى، وحصلت سيلفيا على درجة الماجستير بمرتبة الشرف الأولى مما حدا بمجموعة من العلماء فى الولايات الأمريكية وكندا إلى إجراء دراسة شاملة حول تطور.
اهتمامات حواء، وقسموا الحقبة الزمنية التى أجروا دراستهم عليها إلى المراحل التالية:
مرحلة بداية القرن العشرين (1901 - 1920)
كان الرجل يبحث عن الاستقرار المنزلى العائلى ولم يكن يهتم بالناحية الجمالية أو المظهرية، ومن ثم كان الرجل يهتم بثراء المرأة وممتلكاتها وجاهها، وانعكس هذا الاتجاه على إعلانات طلب الزواج فى الصحف، فكان كلا الطرفين يشترطان درجة معينة من الثراء ، مثال ذلك: كان أحد الوجهاء يعلن فى الطحف عن طلب زوجة تمتلك أموالاً سائلة لا تقل عن أربعة آلاف جنية بالإضافة إلى ممتلكات أخرى . ومن جهة أخرى كان بعض طالبى الزواج رجعياً بحيث ينبذ فكرة الزواج من أرملة أو مطلقة ويعتبر ذلك حرجاً وعيباً، فقد كان الرجل ينظر إلى المطلقة أو الأرملة نظرة عدم ارتياح.
مرحلة العشرينات (1921 - 1930)
تعتبر هذه المرحلة التطور الآلى فى وسائل الانتقال ، والتشيد، وآلات التصوير ، إلى غير ذلك ، وقد جذب بريق التطور الآلى العلائلات فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وغيرهما من الدول المتقدمة إلى المظهرية العصرية ، وبالتالى بدأت المرأة تتطلب فى فارس أحلامها المظهر الأنيق والسلوك العصرى.
مرحلة الثلاثنيات (1931 - 1940)
كانت السيارات فى ذلك الوقت بدعة جديدة لا يركبها إلا المترفون وأصحاب الجاه، وكانت السيارات تجذب أنظار النساء، خاصة أن المرأة لم تخفض ميدان قيادة السيارات حتى ذلك الحين، ومن بين إعلانات الزواج التى نشرت فى ذلك الوقت فى احدى المجلات هذا الإعلان: "رجل أعمال يهوى الرياضة وقيادة السيارات يطلب الزواج من فتاة مناسبة".
مرحلة الأربعينات (1941- 1950)
بدأت هذه المرحلة فى أعقاب اندلاع الحرب العالمية الثانية ، واكتساح جيوش هتلر النازية أغلب دول أوروبا، وشمالى إفريقية وبعد معركة رهيبة انتهت هذه الحرب عام 1945، وكانت خسائرها وضحاياها مئات الآلافف من القتلى من الرجال مما أدى إلى ضرورة نزول المرأة إلى الأعمال العامة، فبلغت نسبتهن مثلا 38% بالنسبة إلى جميع العاملين فى الولايات المتحدة أى أكثر من نسبة عددهن قبل الحرب، ومن ناحية أخرى ارتفعت نسبة المعلنات من النساء اللاتى يرغبن فى الزواج ، فبلغت نسبة إعلاناتهن 40 المائة من مموع الإعلانات.
مرحلة الخمسينات (1951 - 1960)
واجه العالم موجة من الانحلال بعد الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى رد فعل فى الاتجاه المعاكس، فأصبح مطلب الرجل الأول فى المرأة التى يود الاقتران بها الأخلاق الحميدة والإخلاص والقيم، وانكس ذلك على إعلانات الزواج بالصحف فأصبحنا نقرأ هذا الإعلان : "رجل أعزب يطلب الزواج من فتاة جميلة محافظة متمسكة بالتقاليد والقيم والمبادئ غير متحررة لا تستعمل طلاء الأظافر وصبغة الشعر، ومساحيق التججميل بكثرة ، ولا تدخن".
مرحلة الستينات (1961 - 1970)
بدأ الرجل ينظر نظرة مختلفة أكثر تحرراً إلى المرأة المطلقة أو الأرملة ، وقد ظهر هذا جلياً فى إعلانات الزواج الصحيفة ، عندما بدأت طلبات زواج المطلقات والأرمل تنهال على الصحف متضمنة بعض الشروط والتحفظات على الزواج المطلوب.
مرحلة السبعينات (1971 - 1980)
توغلب المرأة فى الأعمال العامة ، واقتحمت مجالات عملية كثيرة كانت مقصورة على الرجل واستقلت اقتصادياً عنه، بالإضافة إلى الحريات الأخرى والحقوق التى حصلت عليها، وبناء عليه تبلورت شخصية المرأة وانعكست قوة شخصيتها فى إعلانات الزواج من مثل : "شقراء ناجحة فى عملها، مهذبة أنيقة تطلب الزواج من رجل له المواصفات نفسها”.
المرحلة المعاصرة "الثمانينات" (1981 - حتى تاريخه)
تضاعف قوة شخصية حواء ، وتضاعف مع هذه القوة عدد الإعلانات التى تنشرها حواء فى الصحف طلباً للزواج، وبشروط معينة ومحددة لا يقبل المساومة ، حتى بلغت نسبة إعلانات المرأة 80% من مجموع إعلانات الزواج.
المطلوب فى زوجة القرن 21
لكى ماذا عن زواج المستقبل ، وما الذى يطلبه زوج القرن 21 فى عروسه؟ يؤكد العلماء الذين تخصصوا فى دراسة الظواهر الاجتماعية أن الزوج لن يشترط فى زوجته الجمال، فمن المتوقع أن تصبح المرأة صلعاء ، قصيرة القامة، ملامحها حادة ، ضعيفة البنية. كما يتوقع الخبراء أن تقل نسبة الزيجات خلال القرن القادم ، فمع التقدم العلمى والتكنولوجى سوف تتقدم صناعة الإنسان الآلى بشكل مذهل بحيث يقدم للإنسان كل خدمة ممكنة، من غسل وكى وإعدد الوجبات، وشراء المستلزمات من السوق ، والقيام بالتصرف فى ميزانية المنزل ، ويتوقع العلماء أن يكون إعلان زواج المستقبل كما يلى:
علماً بأنه من المتوقع أن تطول سنوات عمر الإنسان على الأرض أكثر من المائة -: "ضاب فى الثمانين يهوى قيادة سفن الفضاء ، يطلب زوجة تعيش معه فى مزرعة على سطح القمر، تجيد التعامل مع آلات الكومبيوتر والأجهزة الحديثة”.
لن يطلب زوج المستقبل من زوجته أن تكون طاهية أو ربة بيت ممتازة، فطعام المستقبل سوف يكون من نوعية طعام رواد الفضاء نفسها، أى على شكل حبوب تحتوى على كل المواد المغذية من بروتينات ونشويات وسكريات ..إلخ.
وهذا بالطبع سوف يعطى فرصة للمرأة أن تحتفظ برشاقتها وقوامها، فلن تلجأ إلى الرجيم القاسى الذى يتطلب منها الامتناع عن أنواع الطعام الشهية التى تعدها لأفراد أسرتها.