هل أتزوج أو لا أتزوج ، وهل يمكننى ممارسة الجنس دون أن يؤثر ذلك فى صحتى؟ إن السؤال الذى يطرحه دائماً مريضان: مريض القلب ومريض السكر. ومن أجلهما نورد الإجابة العلمية الدقيقة فى هذا الفصل من الكتاب .
مريض القلب
يبدأ الحديث عن مريض القلب والجنس والزواج الدكتور "مترى عبد الملك" مدير مستشفى السكة الحديد وأخصائى الأمراض الباطنية والقلب، فيقول:
- إذا كان القلب مصاباً بأى مرض، روماتيزم أو هبوط أو جلطة أو ذبحة، فهنا يجب مراعاة حالة القلب ، وعدم ممارسة العلاقة الجنسية حرصاً على الصحة. ولذلك ننصح مرضى القلب فى هذه الظروف بالامتناع تماماً عن ممارسة العلاقة الجنسية طوال فترة العلاج، وبعد أن تتحسن الحالة وتستقر يمكنهم الممارسة بطريقة منظمة معتدلة لا إسراف فيها، حرصاً على سلامة القلب ، وعلى الصحة العامة. أما إذا كان مريض القلب غير متزوج، فيجب أن يؤجل رغبته فى الزواج ليظل تحت العلاج، إلى أن تتحسن حالته الصحية وتستقر ، ويشعر هو بالتحسن، بعدها يمكن له أن يقرر الزواج ولكن بعد أخذ رأى الطبيب الذى يتابع حالته الصحية. وننصح مريض القلب فى حالة إقدامه على الزواج أن يصارح الطرف الآخر بحالته المرضية ، ويستحسن أن يكون ذلك فى وجود الطبيب من أجل عرض حالة الزوج المرضية بالفصيل أمام الزوجة ، وحتى تتعرف على واجباتها تجاه زوجها إاذ ما ألمت به أعراض مرضية أو مضاعفات خلال الزواج . فإذا وافقت الزوجة وواجهت الأمر بشجاعة ، يمكن إتمام الزواج وهى على علم كامل بحالة زوجها المريض. وإذا كان لشخص مريضاً بدرجة بسيطة فيمكنه الزواج بمن يحب وأن يمارس حياته الزوجية الطبيعية بلا خوف أو قلق، طالما أنه مستمر فى العلاج. ولكن إذا كانت الزوجة هى المريضة بالقلب، فيجب حتماً أن تمتنع عن الزواج إذا كانت حالتها خطيرة وتحتاج إلى علاج طويل ومستمر، فإن ذلك يعنى الحرص على سلامة قلبها وصحتها. فإذا عولجت وتحسنت حالتها وأصبحت قادرة على الحركة يمكنها الزواج بعد إعلام الطرف الآخر، حتى تتمكن من وضع خطة لممارسة حياتها معه، بعيداً عن أى إسراف ، فتسير علاقتها الزوجية باعتدال دون حدوث مضافعات مرضية. أما إذا كان الزوجان كلاهما مصابين فى القلب، فننصحهما بعدم ممارسة الجنس حتى يتم علاجهما وتستقر حالتهما، وبعدئذ يمكن تنظيم حياتهما وممارسة العلاقة الزوجية باعتدال شديد .. وذلك بتجنب الحركة العنيفة والإثارة الزائدة، وننصح هنا بعدم الإنجاب حرصاً على حياة الزوجة بوجه خاص ، لأنها لن تستطيع تحمل الحمل والإنجاب لما لهما من مجهود عضلى له تأثير ضار فى القلب . والخلاصة أن زواج مرضى القلب يمكن أن يكون سعيداً بشرط تنفيذ تعليمات الأطباء والاعتدال فى ممارسة العلاقة الزوجية وعدم الإسراف فيها وتجنب الحركة العنيفة والإثارة الزائدة، مع مواصلة العلاج وإستشارة الطبيب المختص.