زواج الاقارب المتهم الأول وراء إنجاب الأطفال المتخلفين عقليا.
خلال الأسابيع القليلة الماضية طالعتنا الصحف بنبأ الأم التى تركت ابنتها المصابة بتخلف عقلى وعمرها لا يتجاوز سبع سنوات فى مستشفى المطرية، حيث حملتها يد أم رحيمة فلاحة من بنى سويف وتولت رعايتها حتى شاء القدر أن تعود الطفلة مرة أخرى إلى والدها. وأمام هذه المأساة يدور العديد من التساؤلات منها: سبب الإصابة بالتخلف العقلى، وهل يرجع ذلك إلى صلة القرابة التى تربط الأم بالأب ، مما يجعل هذه الأسرة تعيش مأساة أبدية؟ تقول د. إكرام عبد السلام أستاذة الأطفال ورئيسة وحدة الوراثة بكلية طب جامعة القاهرة إن زواج الأقارب له علاقة وثيقة بإنجاب أطفال متخلفين عقلياً، وإن درجة التخلف لدى القرابة الولى تصل إلى 20% فى حين تقل هذه النسبة عند الأقارب من الدرجة الثانية فتبلغ 8% وتقل هذه النسبة كلما بعدت نسبة القرابة وانعدمت . وتؤكد د . إكرام أن مصر ترتفع فيها نسبة زواج الأقارب حتى تصل فى بعض القرى النائية إلى 33%، وقد جاء ذلك فى إحصائية أجرتها منظمة الصحة العالمية، وهنا يكمن الخطر. ومن المعروف وراثياً أن الأخوة والأخوات يشتركون معاً فى نصف صفاتهم الوراثية، وأبناء العم والعمة والخالة يشتركون فى 8/1 من صفاتهم الوراثية وأولاد العم فى 16/1 ، وبناء على ذلك فإن زواج الأقارب من الدرجة الأولى يحمل إلى الأطفال الصفات المشتركة فى الطرفين ومنها الصفات غير الطبيعية بصورة واضحة.. وللوراثة دور كبير فى نسبة النمو الذهنى ، فإذا كانت القوى العقلية والذكاء متوافرة فى الوالدين بنسبة عالية، كانت النتيجة طفلاً يتمتع بنسبة عالية من الذكاء، والعكس صحيح ، وبشكل خاص إذا وجدت صفة مماثلة فى الأم كأن تكون هناك صلة قرابة. وينطبق هذا على جميع صفات الإنسان الجسمانية والتى تتمثل فى مكونات الدم، الأنزيمات ، الأعضاء الداخلية ، ملامح الوجه، والطول..
هل هناك أسباب أخرى للتخلف العقلى؟
تقول د. إكرام إن هناك بعض الأمراض التى تؤدى إلى التخلف العقلى حتى لدى الأطفال الأذكياء مثل : التهابات المخ، والالتهابات السحائية فى الأغشية المحيطة بالمخ. ومن الأمراض التى تؤثر أيضاً فى النمو الذهبى للجنين الأمراض الناتجة عن سوء التمثيل الغذائى لبعض مكونات الطعام، أى إن الجسم لا يستطيع امتصاصها بسبب نقص بعض الأنزيمات الهاضمة، فتتراكم فى الدم وتؤثر تأثيراً ضاراً فى النمو الذهنى للجنين أو الطفل بعد ولادته. وتؤكد الاكتشافات الحديثة أنه يمكن تجنب هذه المكونات ، والقضاء على التخلف العقلى تماماً إذا أعطينا الطفل الغذاء المناسب ، فينشأ الطفل سليم الجسم والبنية. كما أن نقص الهرمون الأساسى للنمو الذهنى - وهو هرمون الغدة الدرقية - وهو غالباً ما ينتقل بالوراثة إلى الأطفال يؤدى أيضاً إلى التخلف العقلى، فإذا تمكنا من معرفة هذا النقص مبكراً ، وتمكنا أيضاً من إعطاء الطفل هذا الهرمون فى الوقت المناسب تجنبنا إصابة الطفل بالتخلف. من أجل ذلك تقوم مراكز الوراثة فى معظم الدول المتقدمة بمسح وراثى شامل للأطفال فى اليومين الأولين لولادتهم، وذلك لاكتشاف هذه الأمراض مبكراً ، وعلاجها فى الوقت المناسب ، كما تنتشر فى الدول الأوربية مكاتب الاستشارات الوراثية السابقة للزواج لفحص الزوجين قبل الزواج، وهذه الاستشارات شرط لإتمام عقد الزواج.
وهناك ثلاث درجات للتخلف العقلى:
- يمكن تعليمه ، يمكن تدريبه، لا يمكن تعليمه وتدريبه، وتنصح د . إكرام عبد السلام بضرورة انتشار المراكز الوراثية على مستوى الجمهورية وتوعية الجمهور ، لعلاج الأمراض الوراثية فى الوقت المناسب ، ونشر الوعى بين المقبلين على الزواج ، لأن الوقاية خير من العلاج.
زواج مريض الصدر
إذا كان المرض سابقاً للزواج
يمكن لمريض أو مريضة الصدر الزواج بشروط:
أولاً: أن يضع نفسه أولاً تحت العلاج الكامل فى أحد المستشفيات الصدرية إلى أن يتم شفاؤه وتستقر حالته الصحية.
ثانياً: أن تمر فترة عام ونصف بعد العلاج بدون بذل أى مجهود عضلى.
ثالثاً: على المريض أن يواجه زوجته بحالته المرضية دون حرج .. حرصاً على استقرار الحياة الزوجية ونجاحها.
رابعاً: بانتهاء فترة الاستقرار بعد العلاج يمكن لمريض الصدر أن يمارس علاقته النسية مع زوجته دون حرج ودون قلق أو خوف.. مثل الرجل العادى تماماً.
خامساً: طالما أن مريض الصدر.. تعدى مرحلة العلاج ومرحلة الاستقرار... وهى المقصود بها مرور عام ونصف على العلاج.. فإن الزواج وما يستتبعه بعد ذلك من حمل الزوجة لا يتأثر بأى مضاعفات أو أعراض مرضية جانبية ناتجة عن مرض الصدر.. وما ينطبق على الرجل المريض بالصدر قبل الزواج ينطبق أيضاً على المرأة المريضة بالصدر قبل زواج.