النزيف أثناء الحمل.. خطر مؤقت
معظم حالات النزيف التي تتعرض لها السيدات أثناء الحمل تستحق أن يطلق عليها "فقاعة"من الخطر المؤقت، فبمجرد حدوثه تنطلق المخاوف والهلع لدي الأم والمحيطين بها خوفا علي الجنين وعلي حياتها هي شخصيا، وسرعان ما يتم السيطرة عليه، ويزول خطره من علي الأم والجنين، وعلي الرغم من أن المسارعة بالسيطرة علي النزيف أمر مطلوب وحيوي، تري الدراسات الحديثة أنه لاينبغي الوقوع فريسة للخوف والهلع من مجرد حدوث النزيف، حيث وجد أن تسع سيدات لا يفقدن أجنتهن، وغالبا ما لا تتعرض الأم لمخاطر صحية جسيمة نتيجة النزيف طالما تمت السيطرة عليه في وقت مناسب.
أسباب النزيف طبقا لعمر الحمل، ففي الأسابيع الـ 12 الأولي يحدث النزيف للأسباب التالية:
- أن يكون الجنين مغروسا بجدار الرحم بشكل أكثر من الطبيعي.
-يمكن أن يأتي النزيف في نفس مواعيد الطمث ولكن ذلك يكون في الفترة الأولي فقط للحمل ولمدة ثلاثة أشهر.
- تآكل عنق الرحم نتيجة للتغيرات الهرمونية الهائلة المصاحبة للحمل.
- الحمل خارج الرحم ، والذي يحدث عادة في قناة فالوب، ويكون النزيف هنا مصحوبا بآلام حادة في البطن، ويعتبر من الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلا جراحيا سريعا لإزالة ما يتبقي من الجنين ولإصلاح ما يكون قد أفسد في قناة فالوب، وكل سيدة تمتلك قناتي فالوب، فلا داعي للذعر إذا تم استئصال واحدة منهما لأن السيدة لا تفقد قدرتها علي الإنجاب في المستقبل.
وفي حالات النزيف البسيطة فإن الطبيب ينصح بالراحة التامة لمدة معينة، يقف بعدها النزيف وتعود الأم لحالتها الطبيعية.
أما في الفترة من13-26 أسبوعًا من الحمل فتختلف أسباب النزيف إلي حد كبير وتكون كالتالي:
- تآكل عنق الرحم.
- الإجهاض المنذر بوجود النزيف في هذه الفترة غير خطير ويتطلب الراحة فقط وعمل أشعه تليفزيونية.
وفي الفترة من 27-40 أسبوعًا يكون النزيف نادر الحدوث، وعادة ما يحدث لثلاثة أسباب هي:
- الانفصال الفجائي للمشيمة من الرحم بغير سبب ، مما يؤدي لانقباضات شديدة في الرحم مع آلام شديدة بالبطن، وهنا لابد وأن تفحص السيدة بالأشعة التليفزيونية لتشخيص الحالة ومن المكن أن تتحسن السيدة وتكمل حملها بالراحة التامة.
ولكن إذا فقدت السيدة الحامل كميات كبيرة من الدم واستمرت الحالة بهذا السوء فإن الطبيب يضطر لإجراء عملية قيصرية، ويكون نقل الدم حتميا للأم لتعويض ما فقد منها عن طريق الرحم.
- وجود المشيمة في وضع خاطئ، كأن تكون أسفل الجنين عند عنق الرحم أو الممر الذي يتخذه الجنين للخروج من رحم أمه، وبالتالي فإنه عند الخروج يضغط علي المشيمة عند نزوله ويقطع الشعيرات الدموية التي تغذيها ويسبب نزيفا، وهذه الحالة يكتشفها الطبيب في الأسبوع العشرين من الحمل عن طريق الأشعة التليفزيونية وتتطلب الحرص طوال فترة الحمل والراحة التامة.
وعند اكتشاف الطبيب لهذه الحالة فإن عليه إعادة التصوير بالأشعة التليفزيونية للمتابعة حتي يحدد طريقة الولادة التي تتناسب مع وضع المشيمة فاذا ابتعدت المشيمة عن عنق الرحم فهذا يمكن الطبيب من إجراء ولادة طبيعية عن طريق المهبل. أما إذا كانت المشيمة في نفس المكان وتعوق نزول الطفل من المكان الطبيعي فإن الطبيب يلجأ للولادة القيصرية في الأسبوع السابع والثلاثين